سجن الخصم السياسي قد يجعل منه أسطورة: درس الإنتخابات في السنغال!
دارت الإنتخابات الرّئاسيّة في السنغال يوم 24 مارس 2024 بعد أن تمّ تأجيلها منذ شهرين ولم تجر في موعدها الدّستوري وفاز فيها من الدّور الأوّل المعارض فايي Faye أمام منافسه الوزير الأوّل السّابق ماكي صال وبنسبة إقبال منقطعة النّظير بلغت 70% وتجدر الإشارة أنّ الفائز كان معارضا مسجونا غادر السّجن قبل عشرة أيّام من موعد الإنتخابات وما يلفت الإنتباه هو المناخ الديمقراطي الذي دارت فيه هذه الإنتخابات وقد قدّم المرشّح الذي في السّلطة تهانيه للفائز وتأتي هذه الإنتخابات استثناء في القّارة الإفريقيّة من حيث المناخ الإنتخابي والنتيجة المسّجلة ، وتصلح أن تكون درسا خاصّة لتونس التّي شهدت سجن الخصوم السياسيين المتوقّع ترشّحهم كمنافسين للرّئيس قيس سعيّد في الثلاثي الأخير لسنة 2024 ، وأوّل الدّروس استخلاصا أنّ سجن الخصم السّياسيّ لا يخدم بالمرّة الرئيس المباشر بل ليس من صالحه الإقدام على ذلك فسجن الخصوم يجلب لهم التّعاطف ،والشعوب تنتصر عادة للمستضعفين . فإن كتب لأحد المسجونين الترشّح أمام قيس سعيّد قد يجد تعبئة شعبيّة لفائدته على غرار ما حدث بالسنغال ،أمّا الدّرس الأهمّ الذي نخرج به من هذا الحدث التاريخي هو قدرة الشعب السنغالي على التغلّب على مؤامرات التّأجيل والتّلاعب بالدّستور وبالقانون الإنتخابي والقدرة على هزم سرديّة عزوف الشعوب الإفريقيّة والجنوبيّة على الإنتخابات وأنّ أكبر خطر داهم هو التشبّث بالسّلطة وعدم احترام إرادة الشّعوب !