موريتانيا : للمرة الثانية في تاريخها تتسلم رئاسة الاتحاد الأفريقي لعام 2024

تولت موريتانيا، السبت، الرئاسة الدورية للاتحاد الأفريقي خلال حفل افتتاح الدورة العادية الـ37 للجمعية العامة لرؤساء دول وحكومات الاتحاد الأفريقي بالعاصمة الإثيوبية أديس بابا، وهي القمة التي تخصص لملفات تنموية وأخرى تهم تعزيز الجهود القارية المشتركة.

ووفقا لوكالة الأنباء الموريتانية، فإن رئيس الجمهورية، محمد ولد الشيخ الغزواني، تسلم الرئاسة الدورية للاتحاد الأفريقي لسنة 2024 من دولة جزر القمر، “بعد إجماع الدول الأعضاء في إقليم الشمال الإفريقي على اختيار بلادنا لتمثيلها كرئيسة دورية للاتحاد”.

وعقب تسلمه رئاسة الاتحاد، قال الرئيس ولد الشيخ الغزواني إن ما شهدته القارة الأفريقية مؤخرا من تغييرات لا دستوريةٍ، أضرت بالاستقرار المؤسسي، والاجتماعي، والسياسي، في العديد من بلدانها، ويزيد المشهد الأمني في القارة تعقيدا، مؤكدا انه يجب دائما اللجوء إلى آلياتها الخاصة لتسوية النزاعات، وتغليب التشاورَ لحل النزاعات بعيدًا عن التدخلات الخارجية.

وكانت موريتانيا قد تولت لأول مرة رئاسة الاتحاد عام 2014.

انقلابات بالقارة

وتعقد القمة الإفريقية الحالية، التي تستمرّ يومين، في ظل انقلابات وصراعات وأزمات سياسية تهدد بتقويض التنمية في القارة.

وقال رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، موسى فقي محمد، في وقت سابق، إنّ “السودان يشتعل، والصومال لا يزال عرضة للتهديد الجهادي.. الوضع في القرن الأفريقي لا يزال يثير القلق… والتوترات الدائمة في شرق جمهورية الكونغو الديموقراطية”، وعدم الاستقرار في ليبيا و”الخطر الإرهابي” في منطقة الساحل.

وأضاف فقي، خلال افتتاح اجتماع المجلس التنفيذي للاتحاد الأفريقي الذي يضم وزراء خارجية الدول الأعضاء، أنّ “تجدّد الانقلابات العسكرية، وأعمال العنف قبل وبعد الانتخابات، والأزمات الإنسانية المرتبطة بالحرب و/أو آثار تغيّر المناخ، كلّها مصادر قلق كبيرة للغاية بالنسبة إلينا”.

وأشار إلى أنّ هذه العومل “تهدّد بشكل خطير بتقويض مؤشرات نهوض إفريقيا التي نعتزّ بها”.

غيابات عن القمة

وتغيب ست من الدول الأعضاء الـ55 عن القمة، بعدما تمّ تعليق عضويتها بسبب انقلابات، إذ انضمّت الغابون والنيجر عام 2023 إلى الدول المحظورة وهي مالي غينيا والسودان وبوركينا فاسو.

وتنعقد قمة الاتحاد الإفريقي أيضاً في وقت انزلقت السنغال، المعروفة بأنّها واحة استقرار وديموقراطية في القارة، في أزمة خطيرة منذ أوائل فبراير، نتيجة تأجيل الرئيس، ماكي سال الانتخابات الرئاسية.

غير أنّ المحكمة الدستورية أبطلت مساء الخميس هذا القرار، وتعهّد ماكي سال الجمعة بتنظيم الانتخابات الرئاسية في “أسرع وقت ممكن”.

وفي تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية أعربت نينا ويلين، مديرة برنامج إفريقيا في معهد إيغمونت للعلاقات الدولية، الذي يتخذ من بروكسل مقراً، عن شكوكها في أن تصدر قرارات قوية خلال القمة.

وقالت إنّ “مقاومة الدول الأعضاء التي لا تريد أن ترى سوابق يمكن أن تضرّ بمصالحها الخاصة” لا تزال تمنع الاتحاد الأفريقي من “إسماع صوته”، مشيرة إلى أنّ المنظمّة لم يكن لها حتى الآن “أيّ تأثير يذكر على الدول التي شهدت انقلابات مؤخرا”.